كلمة النساء جمع، ومفردها كلمة نسيء. وهي تدل على التأخر أو الإضافة.
وأصاب ابن منظور في لسان العرب عندما قال:( يُقال: امرأة نسيء، ونسوة نساء). وذلك إذا كانوا مظنة الحمل. وتم استخدام كلمة (نساء) جمع لكلمة (امرأة) لتحقق فيها غالباً صفة التأخر في الحروب والأخطار، وعدم السعي في الحياة لتأمين لقمة العيش للأسرة بسبب طبيعتها الوظيفية الأنثوية من حيث الولادة والضعف الجسمي، وصلتها المباشرة مع أولادها، وأهمية وجودها في الأسرة كأم تمارس الإشراف والتربية للأولاد، فالواقع المعيشي هو الذي وضع المرأة في بيتها لتمارس دورها العظيم، وتحفظ البيت من أن ينهار، وترجع إلى الخط الثاني لتمد الأول بالمعونة، فهي مركز إمداد أسري.
إذاً؛ كلمة المرأة جُمعت بكلمة النساء من غير جنسها كونها أحد عناصر دلالة كلمة النساء في الواقع، وذلك ليس إنقاصاً منها، وإنما تعبير عن أهميتها ولحمايتها من مصاعب المعيشة وأهوالها، وتقدم الذَّكرُ الرجل إلى الأهوال والمصاعب تضحية وحباً لها، فهي والدته، وأخته، وابنته، وزوجته، وخالته وعمته...الخ.
فكلمة نساء جمع لكلمة نسيء أصلاً، وهي صفة لا علاقة لها بالنوع الإنساني ذكراً أو أنثى، وإنما علاقتها بفعل التأخر لكل منهما.
لنرى استخدام القرآن لكلمة (نساء):
- أتت كلمة (نساء) بمعنى التأخر والإضافة فقط.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
كلمة (زُين للناس) خطاب للناس عموماً ذكوراً وإناثاً ، مؤمنون وكافرون، وكلمة (حب الشهوات) رغبة الناس لإشباع شهواتهم وميولهم ، وكلمة (من النساء) لا يمكن أن تأتي كجمع للإناث البالغات، لأن الإناث مشمولين في الخطاب بكلمة (زين للناس) ، ولو حصل ذلك لصار الذكور يشتهون الإناث، وهذا شيء طبيعي، والإناث يشتهون الإناث وهذا شيء غير طبيعي!، وهذا فاحشة حرام في الدين، فماذا فعل بعض المفسرين للهروب من هذا المأزق!؟ قالوا: إن كلمة (الناس) في صدر النص لا تشمل الإناث!، وإنما تخص الذكور فقط، فوقعوا في مأزق آخر بسبب هذا التفسير!، وهو نفي الزينة وحب الشهوات عن الإناث! ، وفاتهم أن كلمة (الناس) في القرءان تشمل ضرورة الذكور والإناث، والمؤمنون والكفار، والجن والإنس، انظروا إلى قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } {مَلِكِ النَّاسِ } {إِلَهِ النَّاسِ }الناس1-3
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }الأعراف158
ولو أنهم أرجعوا دلالة كلمة (نساء) لمفردها (نسيء) لوصلوا إلى الصواب وعرفوا تفسيرها دون أن يتدخلوا في بنية النص القرآني قصاً وحذفاً وتحريفاً!، فالنص صريح في أن الناس كلهم بأنواعهم زُيِّن لهم حب الشهوات وهذا شيء طبيعي كإنسان، ومن الشهوات التي زُيِّنت لهم من النساء هي شهوة الامتلاك أو الحصول على آخر الأشياء ظهوراً وأحدثها، وهذا قانون اقتصادي يقوم عليه التجارة والتسويق، ولولا ذلك لكفى المدينة الكبيرة معمل واحد من القمصان مثلاً، أو السيارات، أو الأسواق...الخ. فالذي يجعل الناس يتنافسون ويتدافعون بتنوع البضائع والصناعات هو قانون حب الشهوات من النساء!.
أيها السادة الكرام
في نهاية المطاف وصلنا إلى دراسة النص الذي هو عنوان المحاضرة، ولابد من استحضار كل المعطيات التي ذكرتها آنفاً.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
ذكر النص الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء، ولم يذكر الذكور قوامون على الإناث، ولو حصل ذلك لانتهى النقاش وظهر لنا المعنى تماماً!.
فمن خلال استحضار احتمالات معاني كلمة الرجال والنساء التي مرت آنفاً، ينبغي أن نبحث عن قرينة في النص لتحديد المقصد منهما؟
يوجد في النص جملة (بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، والتفضيل لا يمكن أن يكون خلقاً كما ذكرت سابقاً من حيث أن الذكر والأنثى كلاهما إنسان لا تفاضل بينهما قط، مما يدل على أن التفضيل اكتسابي من خلال المجتمع، وذلك يتعلق بما اكتسب الإنسان في حياته من الثقافة والوعي، وذلك تحت متناول يد الإنسان سواء أكان ذكراً أم أنثى. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر9
ونلاحظ وجود جملة (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، والأموال لا تأتي مع الإنسان ولادة، وإنما تأتي اكتساباً من العمل والجهد أو الوراثة، فالإنسان في الأسرة (ذكراً أو أنثى) الذي يملك المال إضافة للوعي يملك القرار والقيادة.
فمن خلال القرينتين – الوعي والمال- يكون دلالة كلمة الرجال والنساء من نوع المقامات الاجتماعية، بمعنى أن الرجال هم الفئة من الناس ذكوراً كانوا أو إناثاً، جناًًّ أو إنساً إذا امتلكوا الوعي والمال صار بيدهم زمام الأمور، واكتسبوا مقام القوامة على الصنف الآخر الذي هو من فئة النساء بعمومها المتأخرين سواء بالوعي أم بالمال، أم بسبب ظروف فرضت عليهم التأخر عن القيام بشؤون أنفسهم.
فيمكن للمرأة أن تصيرَ رجلَ البيت إذا امتلكت الوعي والمال، ويصيرَ الزوجُ من النساء لاعتماده في معيشته وقيادة أسرته على امرأته، ويمكن أن يتقاسم الزوجان- الذكر والأنثى- قوامة البيت إذا اكتسب كل منهما الوعي والمال، ويتفقان على دور القيادة والإدارة، مع العلم أن مقام القيادة غالباً حسب فرز المجتمع للرجل الذكر، والإدارة للرجل الأنثى، وقد يجتمع المقامين في واحد منهما لغياب الآخر لظرف ما.
والقوامة من قَوم وقام ويقوم قياماً، وهي غير وقف التي تدل على تسكين الحركة وانقطاعها على الحد الأدنى، بينما قام تدل على حمل الأمر وانجازه بوعي مستمر، والمسؤولية والعناية مقام متحرك بين الذكور والإناث حسب اكتسابهما له، وهو مقام مسؤولية، وليس مقام تشريف أو تعالي على الآخر أبداً.
وأصاب ابن منظور في لسان العرب عندما قال:( يُقال: امرأة نسيء، ونسوة نساء). وذلك إذا كانوا مظنة الحمل. وتم استخدام كلمة (نساء) جمع لكلمة (امرأة) لتحقق فيها غالباً صفة التأخر في الحروب والأخطار، وعدم السعي في الحياة لتأمين لقمة العيش للأسرة بسبب طبيعتها الوظيفية الأنثوية من حيث الولادة والضعف الجسمي، وصلتها المباشرة مع أولادها، وأهمية وجودها في الأسرة كأم تمارس الإشراف والتربية للأولاد، فالواقع المعيشي هو الذي وضع المرأة في بيتها لتمارس دورها العظيم، وتحفظ البيت من أن ينهار، وترجع إلى الخط الثاني لتمد الأول بالمعونة، فهي مركز إمداد أسري.
إذاً؛ كلمة المرأة جُمعت بكلمة النساء من غير جنسها كونها أحد عناصر دلالة كلمة النساء في الواقع، وذلك ليس إنقاصاً منها، وإنما تعبير عن أهميتها ولحمايتها من مصاعب المعيشة وأهوالها، وتقدم الذَّكرُ الرجل إلى الأهوال والمصاعب تضحية وحباً لها، فهي والدته، وأخته، وابنته، وزوجته، وخالته وعمته...الخ.
فكلمة نساء جمع لكلمة نسيء أصلاً، وهي صفة لا علاقة لها بالنوع الإنساني ذكراً أو أنثى، وإنما علاقتها بفعل التأخر لكل منهما.
لنرى استخدام القرآن لكلمة (نساء):
- أتت كلمة (نساء) بمعنى التأخر والإضافة فقط.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
كلمة (زُين للناس) خطاب للناس عموماً ذكوراً وإناثاً ، مؤمنون وكافرون، وكلمة (حب الشهوات) رغبة الناس لإشباع شهواتهم وميولهم ، وكلمة (من النساء) لا يمكن أن تأتي كجمع للإناث البالغات، لأن الإناث مشمولين في الخطاب بكلمة (زين للناس) ، ولو حصل ذلك لصار الذكور يشتهون الإناث، وهذا شيء طبيعي، والإناث يشتهون الإناث وهذا شيء غير طبيعي!، وهذا فاحشة حرام في الدين، فماذا فعل بعض المفسرين للهروب من هذا المأزق!؟ قالوا: إن كلمة (الناس) في صدر النص لا تشمل الإناث!، وإنما تخص الذكور فقط، فوقعوا في مأزق آخر بسبب هذا التفسير!، وهو نفي الزينة وحب الشهوات عن الإناث! ، وفاتهم أن كلمة (الناس) في القرءان تشمل ضرورة الذكور والإناث، والمؤمنون والكفار، والجن والإنس، انظروا إلى قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } {مَلِكِ النَّاسِ } {إِلَهِ النَّاسِ }الناس1-3
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }الأعراف158
ولو أنهم أرجعوا دلالة كلمة (نساء) لمفردها (نسيء) لوصلوا إلى الصواب وعرفوا تفسيرها دون أن يتدخلوا في بنية النص القرآني قصاً وحذفاً وتحريفاً!، فالنص صريح في أن الناس كلهم بأنواعهم زُيِّن لهم حب الشهوات وهذا شيء طبيعي كإنسان، ومن الشهوات التي زُيِّنت لهم من النساء هي شهوة الامتلاك أو الحصول على آخر الأشياء ظهوراً وأحدثها، وهذا قانون اقتصادي يقوم عليه التجارة والتسويق، ولولا ذلك لكفى المدينة الكبيرة معمل واحد من القمصان مثلاً، أو السيارات، أو الأسواق...الخ. فالذي يجعل الناس يتنافسون ويتدافعون بتنوع البضائع والصناعات هو قانون حب الشهوات من النساء!.
أيها السادة الكرام
في نهاية المطاف وصلنا إلى دراسة النص الذي هو عنوان المحاضرة، ولابد من استحضار كل المعطيات التي ذكرتها آنفاً.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
ذكر النص الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء، ولم يذكر الذكور قوامون على الإناث، ولو حصل ذلك لانتهى النقاش وظهر لنا المعنى تماماً!.
فمن خلال استحضار احتمالات معاني كلمة الرجال والنساء التي مرت آنفاً، ينبغي أن نبحث عن قرينة في النص لتحديد المقصد منهما؟
يوجد في النص جملة (بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، والتفضيل لا يمكن أن يكون خلقاً كما ذكرت سابقاً من حيث أن الذكر والأنثى كلاهما إنسان لا تفاضل بينهما قط، مما يدل على أن التفضيل اكتسابي من خلال المجتمع، وذلك يتعلق بما اكتسب الإنسان في حياته من الثقافة والوعي، وذلك تحت متناول يد الإنسان سواء أكان ذكراً أم أنثى. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر9
ونلاحظ وجود جملة (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، والأموال لا تأتي مع الإنسان ولادة، وإنما تأتي اكتساباً من العمل والجهد أو الوراثة، فالإنسان في الأسرة (ذكراً أو أنثى) الذي يملك المال إضافة للوعي يملك القرار والقيادة.
فمن خلال القرينتين – الوعي والمال- يكون دلالة كلمة الرجال والنساء من نوع المقامات الاجتماعية، بمعنى أن الرجال هم الفئة من الناس ذكوراً كانوا أو إناثاً، جناًًّ أو إنساً إذا امتلكوا الوعي والمال صار بيدهم زمام الأمور، واكتسبوا مقام القوامة على الصنف الآخر الذي هو من فئة النساء بعمومها المتأخرين سواء بالوعي أم بالمال، أم بسبب ظروف فرضت عليهم التأخر عن القيام بشؤون أنفسهم.
فيمكن للمرأة أن تصيرَ رجلَ البيت إذا امتلكت الوعي والمال، ويصيرَ الزوجُ من النساء لاعتماده في معيشته وقيادة أسرته على امرأته، ويمكن أن يتقاسم الزوجان- الذكر والأنثى- قوامة البيت إذا اكتسب كل منهما الوعي والمال، ويتفقان على دور القيادة والإدارة، مع العلم أن مقام القيادة غالباً حسب فرز المجتمع للرجل الذكر، والإدارة للرجل الأنثى، وقد يجتمع المقامين في واحد منهما لغياب الآخر لظرف ما.
والقوامة من قَوم وقام ويقوم قياماً، وهي غير وقف التي تدل على تسكين الحركة وانقطاعها على الحد الأدنى، بينما قام تدل على حمل الأمر وانجازه بوعي مستمر، والمسؤولية والعناية مقام متحرك بين الذكور والإناث حسب اكتسابهما له، وهو مقام مسؤولية، وليس مقام تشريف أو تعالي على الآخر أبداً.